الم تتضح الصورة بعد ؟, كم من الدماء يحتاج طموحكم ,وكم من الأجساد الممثل بها والمشوهة تحتاج ضمائركم ,لكي تصحو ,كم تحتاج نفوسكم من الدمار والحرائق لكي تشتفي ولكي تهدأ ضغينتها ؟.
كانت الإحتجاجات في بدايتها مطالب يلتقي بها ويجمع عليها النسبة العظمة من ابناء الشعب .من هو ليس ضد الفساد سوى الفاسد ومن هو ضد الإصلاح سوى المخرب ,ومن هو ضد سيادة القانون سوى المجرم ,لذلك جميع هذه الشعارات اطربتنا جميعا ,وكان للطرب ما أمال رؤوسنا حين راينا الخطوات السريعة والجادة من قبل الجهات الرسمية والقيادة العليا ,واغمضنا عيوننا من النشوة وقلنا الله .
لكننا ونحن في عز نشوتنا سمعنا اصواتا ناشزة ,سمعنا غوغاء ولغط وهمهمة لم تكن واضحة المعنى ,استرقنا السمع واصغينا قلنا واستمعنا
واصبحنا جزأ من هذا اللغط وهذ الغوغاء .
كان الصوت الآخر يقول لا هذا لا يكفي ,وهذا الأمر متأخر لقد فات الآوان ,فات الآوان عن ماذا ؟,نحن لن نصالح على دماء اهلنا ولن نتوقف هنا ,نحن تعرضنا للإهانة وتعرضنا للإعتقال والإذلال ولن نسامح ولن نصالح .
كنا نخجل حين يتطرقون إلى دماء اهلهم ودماء ذويهم ممن سقط في مكان ما بطريقة ما نتيجة خطأ ما ,ونصمت احيانا ونصغي لهم بل نعزيهم في مصابهم ونطلب لهم الصبر والسلوان .
إلى أن اصبح المشهد واضحا كعين الشمس وخرج الحقد من مخابئة واتضحت الأهداف و والشعارات ومن خلفها وامامها ووفي وسطها
وبدأت عملية الفرز وعرفنا من منهم كان الضحية والمحق والمجرم والقاتل ,رايناهم كيف خلطوا الأوراق جميعها لكي يصعب علينا الفرز
وخلطوا الشعارات واصبح القاتل يقود المظاهرات السليمة لكي يتسنى له التسلل والوصول إلى أهدافه بغطاء شعبي وبمطالب محقة .
وكانوا يهتفون للحرية جموع تهتف للحرية هنا بينما يتسلل من بين صفوفها قتلة ليعتدو وينتهكوا ليس حرية الآخرين فقط بل حياتهم وليس حياتهم فقط بل ينتهكون حرمة الموت وشرف الوطن وعرض كل مواطن حين يمثلون بجثث الضحايا من جنود الوطن .
اليوم لم يعد مقبول اي صوت نشاز ,ولم يعد مقبول أي متبجح ومزاود ومستهتر بحياة الناس وأمن الوطن ,أمن سوريا التي اتعبت العالم وأزعجت الدول العظمىبمواقفها ,والتي ترفض جميع الرشاوة والإغراءات لتغير موقفها , سوريا المستهدفة من الجميع عربا وترك وصهاينة واروبيين واميركان ,لن نجعلها ضعيفة من الداخل ولن ننخر نقي عظامها ولن نوهن موقفها ,
سنقول لكل من يرفع صوته اليوم ويقف في خندق واحد مع العدو سواء أراد ذلك ام لم يريد أنت منذ هذه الساعة عدو لنا ,ساقول لأخي إذا كان في الجانب الآخر أنت منذ اللحظة عدوي لأنك عدو نفسك وعدو الوطن .
اليوم جاء دورنا لكي نرفع صوتنا ونقول كفى لقد اصبح بيننا وبينكم دماء وثأر لا يقبل التشويم ولا يقبل الصلح ولا يقبل التهاون .
انها دماء الوطن لقد اصبح بيننا دماء حماة الديار ودماء اخوتنا وأخوتكم الذين هدرتم دماءهم والذين سخرتم حتى من موتهم وأهنتم ارواحهم بعد خروجها من الاجساد الطاهرة التي عبثتم بها وتعديتم على حرمة الله والوطن في عبثكم بهذه الأجساد .
اليوم نقول لكم كفى لم يعد صوتكم مقبول ولم يعد قابل للحوار طالما لم تهز هذه الأحداث وكل هذه الجرائم في حق الوطن ضمائركم ,فلتسقط الشعارات والحرية وليسقط العالم على عتبة الوطن وتحت اقدام شهدائنا ولن نستمع اليكم بعد اليوم لأن ايديكم تلوثت بدمائنا .
" (...)