أود أن اطرح عدة تساؤلات والقي الضوء على مايحدث في سوريا
لماذا الثورات تتخطّى السعودية
والسودان وتخطت المغرب والاردن وتلك الشعوب هي بأمس الحاجة للتغيير والاصلاح ربما اكثر من شعوب أخرى
هل يحق لنا ان نتساءل كيف تحولت القوى الإسلامية الأردنية ( الأخوان المسلمين) من قوى ثائرة تطالب بالإصلاح وتعتصم في دوار الداخلية ,إلى قوى تزحف الى الرمثا لتجيش ضد سوريا وكأنما اصبحت مشاكل الأردن ايضا تحل من دمشق
لماذا جميع التحركات الشعبية التي لا تخدم اميركا وإسرائيل قد خمدت وبدون ضجيج؟
لماذا لم يثار ولا يثوّر الرأي العام والصحافة والمجتمع الدولي ضد الجزائر التي قمعت المظاهرات السلمية؟
والاردن الذي قمع المتظاهرين واسقط منهم عدد من القتلى في دوار الداخلية ومر كل شيء بهدوء وبدون ضجيج إعلامي وبدون اية إدانة دولية!
حصل الشيء نفسه في المغرب وسكتت الأصوات وهمدت النفوس ولم يعلن إلا الشيء اليسير من اصلاحات تكاد تكون شكلية ,وعقب ذلك إعلان ملفت للنظر من مجلس التعاون الخليجي بدعوة لظم الأردن والمغرب بخطوة لافتة إلى توسيع رقعة النادي الملكي في المنطقة وتقليص مساحة الجمهوريات بل ربما تفكيكها وتحويلها إلى كنتونات .
هل للإخوان المسلمين دورا أعطي لهم من الجهات المحركة للأحداثّ؟ ليكون لهم الحصة في كعة المستقبل لميلاد الشرق اوسط الجديد الذي اصبح مشروعا قديما.
إذا كان الجواب نعم وهو واضح جدا بالنسبة لي شخصيا , لكوني تعايشت مع احداث اواخر السبعينات عن قرب ,ورايت الاداء والتحرك المسلح والسياسي للإخوان المسلمين ,وما أشبه اليوم بالبارحة,لم يتغير النهج المسلح واستهداف الجيش واغتيال الشخصيات من علماء واطباء وعسكريين وتخريب المنشآت العامة ونشر الفوضى في البلاد, بينما تتحالف معهم قوى ماركسية وأخرى قومجية كانت مرتبطة بالعراق حينها وبعض القوى الشعبية التي تتعاطف مع الأخوان من منطلق عاطفي وديني بينما هو حزب سياسي مسلح ارهابي بامتياز, لنرى اليوم بعض القوى الأخرى ونفس الأشخاص ومنهم السيد رياض الترك يعيد نفس المشهد دون أي تعديل .
يستخدم الإخوان المسلمين في الغالب غطائهم الشعبي للقيام بجرائم واعمال مسلحة ,وقد شاهدت بأم عيني في عام 1980 مظاهرة في ساحة الفرج في مدينة حلب تهتف بالروح بالدم نفديكم يا أخوان, بينما كان المسلحين يسيرون في وسط المظاهرة ,كما عايشت نفس هذه التجربة ورأيت من الطرقات والسيطرة على بعض المناطق وكنا نضطر الى السير على الاقدام للإلتحاق بقطعتنا العسكرية ولا نرى في الشوارع سوى فوهات البنادق التي تطل من خلف الأسوار ولا نعرف من هم اصحابها ,إذا كانوا معنا او ضدنا ونسير ونحن ننتظر ان يطلق علينا الرصاص,هذه التجربة التي عشتها شخصيا ,اراها كمتابعا اليوم تحدث بالتفصيل الآن في الشارع السوري ,بعد أن انكفأ المطالبين بالإصلاح عن المشاركة بالفتنة , لكن الإخوان المسلمين لم يتعلموا من تجاربهم ولم يعتبروا من ماضِِ قريب ترك اثاره المؤلمة على الحياة العامة في سوريا حتى الآن واليوم يعيدون الكرّة لأنهم ليس لديهم مايخسروه ويراهنوا على حساب غيرهم وقد عولوا كثيرا على المتغيرات السياسية في العالم واحتضان الدول الغربية والأميركية لهم ليس حبا بهم بل لإستخدامهم لضرب السلم الأهلي وتحقيق اهدافها كما حصل في أفغانستان حين استخدم الأميركان المجاهدين العرب والافغان ضد الروس ورموهم بعد ذلك في ميادين القتال والإستهداف .
هل بات واضحا مايحدث في سوريا الآن وهل لنا ان ندرك أن مايدار وما يطبخ بالخارج أكبر بكثير مما ينسج بالداخل من أحلام ومطالب حياتية محقة وضرورية وهناك إشارات إيجابية وجلية في التجاوب معها .
هل اتضحت الرؤية أنه لم يبقى في الشارع اليوم سوى اصحاب الشعار الواضح بإسقاط النظام والمسلحين الذين يقتلون تلك الأحلام ويضرمون النار بكل مركز ووسيلة تخدم المجتمع وتساعد على التنمية والإصلاح ويخربون تحت شعار الإصلاح ويقتلون تحت شعار العدالة وينتهكون الحريات والكرامة والإرادة الشعبية تحت شعار الحرية .
فمن يدري , يدري ,ومن لا يدري سيقول كف عدس