نطالع أو تطالعنا بعض العناوين في صحف ومواقع الكترونية ,عن احداث وقعت في مناطق متفرقة من محافظات القطر يندى لها الجبين خجلا وغبنا .
عنوان ( صاحب محل يقتل جاره بسبب خلاف على 5 ليرات سورية ) اختلفو على سعر قفل فأردى واحدهم ألآخر , أي رخص أكثر من هذا للإنسان , لا أدري إذا كانت الخمس ليرات تشتري علكة لكنها تساوت مع حياة رجل في الأربعين من عمره .
عنوان (خلاف بين عائلتين نشب بسبب خلاف على سندويشة شارورما )
عشرات الجرحى بين الفريقين بعد أن أخذ الخلاف شكلا قبليا وتدخل ابناء العمومة لتطال العشيرة كلها .
اختلفو على سندويشة شاورما وهؤلاء ابناء قبائل وأهل عادات عربية اصيلة وأبناء مجتمع كان الكرم والتسامح اكبر عناوينه .
عنوان (اختطاف فتاة في ريف دمشق والعائلة تلجأ لمشعوذ في تحديد هوية الخاطف ) والجميل أن المشعوذ قد أعطى اسم الجاني للأهل وهم يتعقبونه . عنوان (شيخ طريقة له اتباع يسقيهم من بوله ويدفعهم لممارسة البغاء الجماعي ) ام تتغاضى عن مقتل ابنها الشاب على يد أعوان الشيخ بعد أن هددها أن يكشف سرها لوالده ,وأب من المجموعة يهدر دم ولده الذي توفى في مصارعة على يد آخر من المجموعة ,وكل هذا يحصل في مجتمعنا الشرقي المتدين المحافظ البسيط.
عناوين كثيرة منها قتل ام لطفليها من أجل عشيقها , واب يعذب طفلته الرضيعة ويمزق لحمها لكونها أنثى .اب يقتل ابنه لشكوكه بعلاقة محرمة مع والدته , اب يحاول الإعتداء على ابنته .
عناوين الفساد المعلن عنها لا يمكن إحصائها والتعليق عليها ,أما غير المعلنة فتلك هي الأهم .
وصل الفساد إلى جميع شرايين المجتمع ودخل إلى قلبه وعشش في عقله
فلماذا لا يحصل كل هذا الإنحلال وكل هذا الإنفلات من القيم والأخلاق بكافة معانيه .
حين يصبح الفساد مبررا وعلنيا ومتفشي في تفاصيل الحياة اليومية ,حين يدخل الجامعة وسلم العلامات ويكلح وجه المعلم الذي كاد ان يكون رسولا , ويدخل المشافي وويهمش دور الطبيب الذي أقسم بالقسم العظيم
( أن أراقبَ اللّه في مِهنَتِي.
أن أصُونَ حياة الإنسان في كافّةِ أدوَارهَا. في كل الظروف والأحَوال بَاذِلاً وسْعِي في استنقاذها مِن الهَلاكِ والمرَضِ والألَم والقَلق .
) وأن أَحفَظ لِلنّاسِ كَرَامَتهُم ، وأسْتر عَوْرَتهُم ، وأكتمَ سِرَّهُمْ .
هناك من دخل هذه المهنة بعقل التاجر وقلب والسمسار .
وحين يطال الفساد وجه العدالة وأزقة المحاكم , هذا يعني أن المجتمع اصبح مريض سرطان تستفحل السرطانات في جسده وتنمو على حساب الأعضاء السليمة .
كل هذه العناوين أصبحت نتيجة طبيعية لمجتمع يسكنه الفساد