اليوم الأحد 09/01/2011 سيذهب الجنوبيون في السودان لكي يدلوا بأصواتهم من أجل إنفصال دارفور وليس للإستفتاء على تقرير المصير .
المشروع التقسيمي هو مشروع غربي استعماري قام ولم يعقد منذ مئة عام , أذابوا فيها دولا وفرخّوا دول وأفرغوا دول .
الإتحاد الأوروبي يتنامى ويظم دولا جديدة مرهقة وغير متعافية مثل رومانيا وسلوفينيا وبولونيا وغيرها من أيتام الشيوعية , ويعزز قدرته بالوحدة بينما يسعى بكل جد ونشاط إلى تفتيت وتقسيم دولنا العربية .
كان مشروع الشرق الأوسط الكبير سيمر من بوابة سوريا ولبنان في تدمير الإنسان وكرامته وبناه التحتية , ليتيح لأسرائيل إكمال سيطرتها الإقتصادية على ماتبقى من الدول العربية بعد أن اخترقت المجتمعات في دول وقعت معها اتفاقيات سلام أدت إلى استسلام مبطن, و وتستميت هذه الدول في الدفاع عن سياسة إسرائيل واعتداءاتها وأصبحت أكثر صهيونية من الصهاينة
,كان موقف النظام المصري اكثر من مكشوف وجاوز حدود الوقاحة في مشاركته إسرائيل في التآمر على ضرب المقاومة في غزة والتماهي لوزير خرجيتها جنبا إلى جنب مع الصهيونية ليفي في تصريحات نارية ضد المقاومة وصولا للحصار وبناء الجدار الحديدي .
كل هذا قد تم وسط الذهول الشعبي العربي والإستهجان للمواطن العربي عن هذه الحالة التي وصلت اليها أمة العرب.
أخفقت اميركا وأوروبا واسرائيل في التقدم في هذا المشروع من البوابة السورية بعد الصمود والممانعة الفعالة التي انتجت انتصارا في جنوب لبنان ضد اسرائيل وصمودا منقطع النظير في غزة , جعل القوى العظمة صاحبة المشروع تسلك الطريق الأبعد والإلتفاف من الجانب الآخر .
لا شك أن إدارة الدولة في السودان كانت إدارة فاشلة وهشة اتجاه الجنوب ويقاسمها الذنب مثيري النزعات والحركات المسلحة التي أعاقت التنمية وتركت الجنوبيين يشعرون بالغبن والتهميش والحرمان من أبسط حقوق الحياة كالتعليم والصحة والخدمات العامة .
اليوم خمر وغدا خمر على مايبدو وبعد غد الإنفصال ,ستجد دولة جنوب السودان الإعتراف الدولي سريع الندهة , تماما كما حصل عند إعلان دولة اسرائيل عام1948 ,وستجد الدعم الدولي السخي
والحضور الغربي والإسرائيلي الذي سيكون سباق على التمكن من وضع اقدامه على مكبح القيادة للدولة الجديدة .
وربما ستكون إسرائيل أول دولة ترسل سفيرا وتفتح سفارة في هذه الدولة وهكذا تكون دول الإستنزاف للعالم العربي موزعة على مداخله , بعد ان تصبح دولة كردستان في العراق
ودولة جنوب السودان والكيان الصهيوني عوامل مساعدة لإكمال مشروع الشرق اوسط المتعثر .
ما نقرأه بعد أحداث الإسكندرية من تصريحات ونراه من سلوكيات وردودأفعال لسياسيين ورجال دين مسيحيين وعلى راسهم بابا الفاتيكان الذي دعى قادة الغرب لحماية مسيحيي اشرق ينذر بالإنتقال من دارفور إلى مصر حيث يوقد وينفخ على النار تحت قدر الطائفية في الداخل و حيث تنشط الجالية القبطية في اميركا وبعض العواصم الاروبية بدعم وتوجيه من المخابرات المركزية الاميركية وبعض اللوبيات ,مما يوحي أننا سنسمع في وقت قريب اصواتا تدعي للإستفتاء على دولة قطبية في مصر .
" (...)