العيد هو ذكرة طيبة او محزنة, احيانا تحمل في طياتها قيمة إنسانية ودينية ووطنية واجتماعية لحدث جلل , نحتفل بالذكرى لإحياء هذه القيمة عبر طقوس مختلفة كعيد الأضحى وعيد الميلاد أو عيد الشهداء , كعيد الجلاء ويوم المرأة العالمي , وهناك أعياد عامة تلتقى البشرية بالأحتفال بها لتتقاسم ذات القيمة وذات الهدف .والإحتفاء بهذ1ه المناسبات التي اخذت اشكالا متعددة ومختلفة بين المجتمعات على الرغم انها احتفاء بذات الحدث .
هنا لفتت نظري ظاهرة وحرضتني للتحدث عنها وهي مناسبة عيد المرأة .
تعودنا في مجتمعاتنا خاصة جيل الشباب المتطلعين إلى الحرية والتحرر أن نحيي ذكرى يوم المرأة العالمي التي انطلقت من مكان ما في زمن ما يعود إلى منتصف القرن الثامن عشر حين تظاهرن آلاف النسوة في مدينة نيويورك للمطالبة بحقوقهن , لتتكرر المحاولات مع مطلع القرن التاسع عشر وطبعا تخلل هذه المسيرة احداث مآساوية نتج عنها مقتل العديد من النساء اللواتي دفعن ثمن الحرية من دمائهن .
بعد أن هدرت بعض النسوة دمائهن تقرر ان يكون هذا اليوم , يوم الثامن من آذار هو يوم المرأة العالمي ,تعودن شريحة من النسوة و بعض الشباب في بعض مجتمعاتنا الشرقية بالإحتفال في هذا اليوم وإحياء هذه الذكرى متطلعين إلى المزيد من الإنعتاق والحرية التي يتعطش إليها الجميع .
نحن نعرف أن الحرية هي حاجة إنسانية عليا يجب أن تتوج الحياة البشرية ليحيا الإنسان بقيمته وكرامته وكبريائه دون الشعور بالإذلال والمهانة ودون التعدي على هذه المساحة المقدسة من جوهر الإنسان ذكر كان أم أنثى على حد السواء .
تعودنا ان نشعر بقيمة هذه الحرية وعمق معناها وسمو غايتها من خلال شعورنا بالحاجة إليها , وقد تصورناها كاللؤلؤة في أعماق البحار لا بد من الغوص و العناء للحصول عليها والحفاظ على جوهرها , وهي كحبة (الكمى) التي تحدثها صعقة برق وتحملها نكهة الأرض والسماء لتشق الأرض بنكهتها المتفردة .
لكن اليوم كيف تحتفل النسوة في الغرب بعيد المرأة بشكل مبتذل رخيص لا يحمل من الحرية سوى فضلاتها ولا يمت للحرية بصلة .
تحتفل النسوة عبر مجموعات مركبة من زمالة عمل او صداقة او معرفة عادية للإحتفال في هذه الذكرى النسائية بمعزل عن الرجال , ويخرجن بمفردهن ويعدن بساعة متاخرة من الليل وقد تصل نسبة المحتفلات إلى نسبة قد تصل إلى 70% فيذهبن لتناول العشاء في المطاعم والملاهي والمراقص التي تخصص بدورها لهن الجو المناسب لمثل هذه المناسبة الخاصة التي يجب أن تحظى المرأة فيها على حقوقها وحقوق غيرها بل تلقي حقوق الآخرين عليها في سلة المهملات .
يقدم كل مطعم او ملهى او بار لائحة طعام ونوعية المشروبات عبر تنافس محموم لإستقطاب النساء المحتفلات وتكون مخصصة للإناث فقط لأن الحفلة يجب ان تكون نسائية بامتياز ويتخللها تعري ذكوري هذه المرة , حيث يقوم العديد من الشباب اصحاب العضلات المفتولة والاجسام الرياضية المتناسقة بالتعاقد مع هذه الأماكن لتقديم وصلات التعري أمام أعين النساء المليئة بالمجون والصراخ والإستهجان مع كل قطعة ينتزعها الشاب عن جسده .هكذا إذا اصبح مفهوم حرية المرأة في الغرب وإلى هنا آلت مطالب النساء ولذلك دفعت حياتها "كلارا تسيتكين" ياترى أم اننا افتقدنا مفهوم الحرية واصبحت الذكرى مجرد انفلات وفوضى وتجنّي على الحرية وعيد نسوان .