أولا كلمة حق اوحقوق هي كلمة جدلية تحتمل التأويل والإرباك في تحديد معالمها حين يرتدي الباطل ثوب الحق في احيان كثيرة, فننتصر له عن غير قصد والبعض يناصره عن قصد لغاية في نفسه .
حقوق الإنسان اليوم أصبحت كلمة حق يراد بها باطل على امتداد المعمورة بعد أن تسلل إلى منبرها وتبنى صوتها منظمات ومجموعات من الدول والأشخاص من اصحاب النفوذ والمآرب والمشاريع الإستعمارية أو الهيمنة الناعمة عبر الدس والدسائس في مجتمعات لدول تحلم وتتعطش لهذا الشعار الكبير , شعار حقوق الإنسان أو الحرية او الديمقراطية , وقد سقط في شرك هذه المنظمات مجموعة كبيرة من المثقفين العرب واصحاب الفكر التحرري حين توهموا أن هذه المنظات ستحمي طموحهم الذي تجاوز الخط الوطني في بعض الأحيان والشرائح وذهب ابعد من الشعار أو المطلب الوطني حيث اصبح تحريضيا وداعيا للدول الكبرى للتدخل في الإردة الوطنية لتغيير النظام على غرار المعارضة العراقية أو بعض المعارضات العربية خاصة الاقليات العرقية أو الطائفية التي تلقى دعم ورعاية الغرب لإستخدامها كأبواق ببغاندا تستخدم كحق يراد به باطل .
سأتجاوز التسميات والإشارات إلى هذه المعارضات التي تسيء جدا إى أوطانها وسمعة شعوب هذه الأوطان من خلال ما يتاح لها في الغرب من مجال مفتوح ومنابر إعلامية غير نظيفة تبث سموم هذه الأفراد التي تخدم بكل تأكيد اسرائيل واعداء الأمة العربية بشكل عام .
حقوق الإنسان في الميزان دائما عند أهل السياسة وفي أروقة الأمم ومراكز القرار.
لا توجد في التاريخ دولة استعمارية عنصرية مارست التطهير العرقي على مدى سستين عام كإسرائيل على مرآى ومسمع العالم في ظل ضعف عربي وتعسف انظمة وتراخي جماهيري عربي .
هنا تصمت المنظات ويصمت اهل الغرب المتشدقين بشعارات الحرية وحقوق الإنسان بعد أن تكشفت عوراتهم في العراق وافغانستان وغزة وكافة اراضي فلسطين والمفاوضات العبثية وبلعوا السنتهم ,
اسرائيل التي تحرق الأرض وتقتلع الشجر والبشر وتهدم البيوت وتطرد سكان البلاد وتدعوا إلى دولة يهودية قمة في العنصرية , نجد تصريحات مؤيدة لها في جميع دول اوربا ولمشروعها الذي هو نتاج لمشروع أوروبي في الأساس .
لكن لا تنسى هذه الدول إلى مناصرة الزانية في ايران سكينة محمدي أشتياني التي قتلت زوجها أيضا , وزانية في أفغانستان وتجعلهم الزاد اليومي للصحف ومحطات التلفزة على مدى اسابيع تحت شعار حقوق الإنسان متجاهلة اغتصاب حقوق شعوب باكملها .
ونرى العالم يهب في أغرب قضية سياسية في محكمة الحريري التي شابها التزوير والكيدية والتسييس في أحكام جائرة على دول واشخاص وتأليب وهي مازالت في طور التحقيق , بينما في الوقت نفسه يطلق سراح قاتل لوزير لبناني سابق ويبرأ ويعطى دورا سياسيا مشبوها .
نرى كل هذا يحدث بينما تراجعت حقوق الإنسان في هذه الدول إلى الحضيض بعد 11 سبتمبر وإعلان الحرب على الإرهاب ليصبح كل عربي ومسلم يعيش على اراضيها هدفا لها في الإستباحة والتنصت ومراقبة حياته الشخصية في أقدس خصوصياتها وأدقها .
وطبعا نجد مخارج قانونية او غير قانونية في هذا الموضوع تحت حجة الأمن ,فتزرع اجهزة التنصت في البيوت وتراقب الهواتف واجهزة الكومبيوتر وصفحات الإنتر نت
بشكل عشوائي وغير أخلاقي وغير قانوني بل وغير إنساني .
ألم يحن الوقت لنتطلع إلى الحرية والحقوق والمواطنة من منظارنا نحن ونعمل بشكل مستقل ونعتمد على ذاتنا وتطلعاتنا وجهدنا في تحقيق الحرية والحصول على حقوقنا التي تتناسب مع انتمائنا وقيمنا وأخلاقنا الوطنية