"
التواطؤ الدولي مع اسرائيل كان من قبل ولادتها والمتواطؤون كانوا هم الاباء الشرعيين وغير الشرعيين لإسرائيل
وكنا قد تعودنا على هذا التواطىء من خلال قرائتنا للتاريخ ومعاصرتنا لأحداثه وتبعاته، أن إسرائيل لم تقدم على اي عمل أو جريمة منذ تأسيسها دون تواطىء الدول معها واقول تواطىء الدول الكبرى والصغرى والعربية والغربية
خاصة من اصدقائنا الاوروبيين واصحاب النهضة والثورات العربية في دول الطوق وغير دول الطوق .
جميع دول اوروبا بدون استثناء متواطئة مع اسرائيل , واميركا بكافة اطيافها السياسية هي شريكة لإسرائيل بجميع جرائمها وهي من تدعمها بالسلاح الفتاك بكل سخاء وبكل طيبة خاطر .
اميركا تدعم اسرائيل حتى ضد ابناء شعبها ومثلها اوروبا ,والادلة كثيرة وواضحة ولا تحتاج إلى فراسة ولا نباهة .
حين قتلت الأميركية راشيل تحت مجنزرات الجرافة الاميركية في اسرائيل لم تحرك اميركا الحرة ساكنا للدفاع عن ابنائها كما توهم العالم في ذلك ولم تطالب اسرائيل حتى بالإعتذار ,حتى انهم وجهوا اللوم إلى الضحية واعتبروها متطرفة .
سمعت تصريح لوزير الخارجية الإيطالي يقول فيه انه أكد دعمه لإسرائيل وحرصه على امنها على أثر تدخله لحماية المواطنين الطليان الذين كانوا على قافلة الحرية .
الرئيس الوحيد الذي حاول ان يتملص من التواطؤ بيل كلينتون ,فسحبوا له مونيكا من تحت الطاولة وارهقوه بمحاكمة دنيئة .
تواطىء العرب قبل الغرب ضد حزب الله وتورط البعض بشكل مباشر وعمل ضد المقاومة كمن يبصق على شاربه .
يبقى أن نوجه أنظارنا إلى ابا اليتامى , يتامى العرب ويتامى فلسطين الرئيس اوباما , هذا الذي بكى على كتفه راقصي السيوف مع بوش ووعدهم بهزة من راسه ,فاستبشر العرب وانتظروا غيثه الذي بدأ يظهر أنه وبالا على الجميع كغيره لا بل أسوأ ممن سبقوه ولن يكون الأسوأ ممن سيخلفه .
أوباما يتفهم حق اسرائيل بالحفاظ على امنها حين تقتل مدنيين في كل مكان حتى على متن اسطول الحرية وأمام انظار العالم , لكنه لا يتفهم حق اطفال فلسطين بالعيش وبالحياة ,فهو اجبن من أن يتفهم ذلك والعالم كله أجبن من أن يتفهم ذلك , امن اسرائيل أهم من امن العالم بأسره , لما لا فإسرائيل تعلم ذلك جيدا لأن عصاباتها وعرابيها ومخابراتها وأغنيائها يسيطرون على مقدرات العالم .
تصوروا لو أن دولة عربية قامت باغتيال شخصية اسرائيلية بإحدى الدول الأوروبية أو في اميركا على غرار اغتيال المبحوح في دبي , لكان مجلس الامن قرر قرارا تحت البند السابع واجاز لدول العالم أن تحتل تلك الدولة على عجل .
تواطىء العالم واضح لمجرد اجراء مفاوضات سلام حول قضية صدرت فيها قرارات دولية أهمها القرار 242 منذ 43 سنة وهو انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة.
هل هناك التباس على أن العالم متواطىء مع اسرائيل وشريكا لها في عدوانها ودعمه لها دعما مبينا ؟,على ماذا نفاوض إذا ؟.
لماذا نستمر نحن العرب في تواطئنا على قضايانا وعلى انفسنا وننصاع لتلك الدول من اجل إضعافنا حين نمتلك اسباب القوة وأهم سبب من هذه الأسباب هي المقاومة المنتصرة على اسرائيل وعلى اميركا وإسقاطها المشروع الشرق اوسطي الكبير .
اسرائيل تتحدى العالم وتتحدى الإرادة الدولية وتهزأ من دول كبرى وتخترق كافة القوانين بصلف وعنجهية بينما نحن نذهب ونستجدي قرارات فاقدة الصلاحية من مجلس الأمن ويستمر محمود عباس بلعبة التفاوض السخيفة التي اضرت وتضر بقضية فلسطين أكثر مما تضر آلة الحرب الإسرائيلية .
مجرد ترك ورقة السلام العربية على الطاولة هو تواطى من العرب بل توغل في هذا التوطؤ وقد شاهدنا اعتراف لابو الغيط في مقابلة تلفزيونية بإفشال مؤتمر القمة العربية الذي عقد في قطر حفاظا على نهج الإستسلام العربي وخدمة لإسرائيل .
الا يكفينا كل هذا كي نفهم؟, ألا يجدر بالنخب العربية ان تفيق من سباتها وتلعب درها الوطني في تعبئة الجماهير وقيادة نضالها الوطني باتجاه الضغط على هذه الأنظمة المتواطئة إذالم يكن إسقاطها .
نحن تعودنا العار ولا غرابة أن نصفق لتركيا تارة ولإيران تارة أخرى على تبني قضايانا والثأر لكرامتنا وسط موجة من التشكيك عند بعض المثقفين والقيادات المتخمين المهترئين المتعفنين .
السنا نحن أكثر الناس تواطئا وخيانة لأنفسنا وأكثر من يستحق اللعنة من بين شعوب الارض ؟.
" (...)