قرار قاطع مقبول ... كحد المدية المصقول..... يبرّأ خنجر القاتل .... وتشنق جثة المقتول
هذا المقطع من قصيدة ايمن ابوشعر ينطبق جدا على قرارات مجلس الامن
تواطؤ عالمي مستمر ,ومجلس أمن لا يحفظ الأمن ويتواطؤْ ضد أصحاب الحق , وعرب أذلاء مستجدون متسكعون في أروقته لتكملة النصاب.
كيف نريد من دول غيرت وجه التاريخ العربي وغيبت على مدى مئة عام كل وجه عربي وطني ومخلص وحاربت بكل الوسائل وبجميع المراحل اية ظاهرة تنموية او تحررية او وحدوية من اجل وعد لشعب الله المختار .
دول اجهضت جميع محاولات النهوض والتنمية العربية .كيف ننتظر من هؤلاء ان يدينوا اسرائيل وهم ديدنها وهم الواعدون والمبشرون فيها .
اليوم اسرائيل تحكم العالم وتحكم البيت الابيض وتحكم وتتحكم بتصريحات الزعماء العرب وسلوكهم ,اسرائيل أعادت تربية الزعماء العرب وأعادت تاهيلهم وتدينهم ورتبت لهم إيمانهم وصلاتهم المعتدلة وفي الوقت نفسه مسحت ذاكرة الغربيين ومحت تاريخهم بل اخترقت كنيستهم وجعلت كتاب العهد القديم هو المدخل للمسيحية .
اسرائيل غيرت عقائد ومعتقدات الامم وبالتالي هي لاتخاف أحد لأنها تمتلك لجام القوة وتتحكم بسوق المال وسوق السياسة وسوق الأخلاق والإعلام والثقافة ,وفرضت قوانين في جميع دول اوروبا تحضر أي تصريح من قريب أو بعيد ضد أي عمل او سلوك أو اية شخصية يهودية تحت شعار معادات السامية .
اسرائيل هي سرطان بكل معنى الكلمة تنتهج النهج السرطاني في تغلغلها داخل المجتمعات والبلاد والحياة العامة وتنتشر وتهيمن على كافة الخلايا الحية , كيف ذلك وعدد اليهود في العالم لا يتجاوز العشرين مليون في عالم يقارب عدد سكانه سبعة مليارات ؟.
المنظمات الصهيونية هي منظمات تعتمد على السلوك السرطاني في السيطرة والتوغل في المراكز الحساسة وتسيطر على موارد الحياة ,كانت الصهيونية هي المنظمة التي استطاعت اختراق المجتمعات الاوروبية وتسخير شخصيات قيادية في اوروبا قد دخلت التاريخ لصالح مخططاتهم, وبعد ان انكشفت الصهيونية واصبحت وظيفتها محدودة قامت باختراع الماسونية العالمية التي لها نفود تفوق على نفوذ الدول عبر تسخير قيادات وشخصيات فاعلة في جميع دول العالم لصالح مشروع غامض لا احد يعرف ابعاده سوى بعض الشعارات العامة مثل الدعوة إلى الإخاء والحرية والمساواة الخدمات العلمية والثقافية وتشجيع الزيارات وتبادل الثقافات والرفاهية والمساعدة بين الاخوة وتعميم روح التعاون إلى أن يصل المنتسب إلى الولاء والطاعة وتنفيذ كل مايطلب منه دون مناقشة ,وطبعا انتشرت الماسونية في جميع بلاد العالم والبلاد العربية وكان مجموعة من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات وشخصيات علمية وسياسية تنضوي تحت مظلة هذه المنظمة .أعتقد انه من السهل عندئذ تسخير الجميع لصالح الهدف المنشود عن طريق غسل الدماغ وتغيير الثقافات والإستلاب الفكري والنفسي أو المادي أو الإبتزاز أو التهديد وكل ما يمكن ان يتصوره المرء من انفلات اخلاقي متبع في اساليب الضغط .
إذا هذه هي اسرائيل الدولة المارقة الدموية الفاشية المغتصبة تمارس كل ما يمكن أن يتعارض مع روح الحضارة وجوهر الدين وروح الإنسان الحر تحت غطاء دولي لم تحظ َ بمثله دولة على مدى التاريخ بكل هذا الإجماع الدولي بما فيها دول عربية وكان افشال تقرير غولدستون من قبل السلطة الفلسطينية اكبر دليل على قدرة اسرائيل على التاثير .
اليوم في اوروبا وفي تغطيتهم لما يحصل ضد قافلة الحرية دعوا السفير الإسرائيلي كي يكذب على الشاشات كما يشاء ولم يدعوا احداً غيره وقد زور كما يشاء دون ان يجد من يعكر عليه تزويره وبهتانه فأوهم المستمعين على ان النشطاء هم المعتدون وهم من قام بالتعدي على الجنود وكان من الطبيعي ان يدافع الجنود عن أنفسهم .
لم تقدم إسرائيل على هذا العمل إلا وهي متاكدة من الغطاء الدولي المستمر لجرائمها وهذا كان واضحا في وسائل الإعلام العالمية وتصريحات المسؤولين والنخبة الاوروبية والعالمية , وها هي اميركا تمارس الضغط على النسر التركي ليخفض جناحيه ويتنازل عن سقف مطالبه .
البيت الأبيض يبدي اسفه العميق وساركوزي قال لا شيء يبرر هذا العتف غير المتكافىء وطبعا كان هذا موقفاً متقدماً على مصر التي شجبت والسعودية التي انتظرت الأوامر من البيت الابيض اذا كانت ستدين او تشجب والجماهير العربية التي تعودت على مثل هذه المشاهد التلفزيونية كل هذا وإسرائيل تعرف في كل مرة كيف تهرب إلى الأمام وتخلق لكل بلد قضية تلهيه و للعالم ازمات مالية تجعله يتأرجح من قبضتها اليمنى إلى قبضتها اليسرى لذلك لا يمكن لقوة في هذا العالم أن تهزم إسرائيل سوى تلك القوى المقاومة التي لا تعبأ لحركة البورصات ولا لسعر الدولار ولا لسلوك الحكومات هذه فقط يمكن لها أن تهزم اسرائيل وهذا ماسيكون بكل تأكيد في المستقبل القريب
لأن اسرائيل زادت في غيها وتماديها ولم تتعلم من التاريخ , تاريخها نفسه حين توسعت مملكتها ذات مرة وطغت وعاثت فسادا فجاء نبوخذ نصر واستعبدهم لمدة سبعين عاماً وشردهم الاف السنين .
فليعلم الجميع أن اسرائيل لا يمكن مواجهتها رسميا ولا دولة في هذا العالم قادرة على مواجهة إسرائيل بشكل رسمي لأن العالم كله يقف وراء اسرائيل ,فقط المقاومة التي عجز العالم عن اقتلاعها هي قادرة على اقتلاع اسرائيل وفقط نموذج حزب الله هو النموذج الفاعل والرادع والعلاج الوحيد لإستئصال هذا المرض الخبيث